يسوع الملك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدعوة الى الحياة الرهبانيّة

اذهب الى الأسفل

الدعوة الى الحياة الرهبانيّة Empty الدعوة الى الحياة الرهبانيّة

مُساهمة من طرف fouad الإثنين يونيو 01, 2009 7:26 pm

34 الدعوة الى الحياة الرهبانيّة

إن نفسَ الإنسانِ ترغبُ أحياناً في الصمتِ، التأمل المختلي. تارةً ترغبُ في الإفلاتِ من التهافتِ ومن تراكض الزمان والعالمِ المدوّخ، وتارةً تنجرُّ وراءَ ملذات الحياة ومتطلباتها او وراء ما يُصبُّ حولها من تفاهات..
الا تجدينَ أيتها النفسُ نفسَكِ في الحياةِ تجاهَ مشروعٍ ذي بالٍ، أم أنكِ تشعرينَ ان نفسكِ تنحطُّ وسطَ الفِ مشغلةٍ يوميّة، تُقيّد تمام التقيّد بالمصالح الارضيّة؟!
انتَ أيها الانسان زهرةَ اعاجيب الكون، الا تريدُ التخلّص منَ علاقاتكَ والانزواءِ في بريّةِ حياتك الروحيّة حيث يتسنّى لك فيها أيها الانسان أن تكرّس لنفسكَ بعض الدقائقِ، بعض الايام مع سأم كل نهار ودقيقة تقضيها مع نفسك والله.
إنَّ كلمةً واحدةً قالها يسوعُ لمتّى العشّار، منبوذ قومهِ، كَفَت حتّى يهجرَ في الحالِ عملهُ ويتبع المعلّم، وأن يُعدّ، معرفة منه بالجميل، مائدة سخيّة الالوان، يدعو اليها رفقاءهُ العشّارين ليجالسوا يسوع وتلاميذه.
وانتَ، يا اخي الانسان، لمَ لا تجربَّ ولو لمرةٍ واحدة تلك الخلوة، لتشعرَ بفرحٍ في الشغلِ في حقل الربِّ وبقوةِ عزيمةٍ جديدةٍ للعملِ مع دعوتكَ، حيثُ استقيتها من محادثتكَ الصامته للّه العليّ.
الدعوة هي رسالة سامية، ولكنها مهمة في غاية الصعوبة! ولكن ما الافضل، أن أحصل على حماسة بضعةِ ساعات في تجاهل النداء، ام الحصول علة حماسة الحياة كلها في التضحية؟!
الحياة الرهبانيّة هي الدرب التي نسلكها بهبة من الله لنحقق الدعوة المسيحيّة على وجه أكمل. فالراهب هو المسيحي الذي يسعى بهبةٍ من الروح القدس الى العيش في روح الانجيل، ليبلغَ ملءَ قامةٍ المسيح بالكيانِ الجديد الذي نالهُ من سرٍّ العماد.
قديماً بينما كان يسوعُ يطوف الطرقَ في مدنٍ فلسطينيّة وقراها، القى على بعضِ أُناسٍ نَظراتٍ كانت تدعوهم؛ وهؤلاء ألقوا عنهم متاعبهم، تركوا بيتهم وعائلتهم وتبعوا الربّ. كذلك اليوم يجول يسوع بين الشبّانِ يدعو بعينيهِ بعض النفوسِ، وانت يا اخي، وبلا ريب، لا تغلق قلبكَ فلا يزال الربّ في يومنا أيضا يمشي في ما بيننا، ولو كنت تسمع انت دعوته، تفكَّر جيداً، أنضج لمدةٍ طويلة في نفسكَ هذه الفكرة... مدة سنوات، إذا لزم. ولكن بعد ذلك، إذا سمعت النداءَ، فلا تتوارَ.
الحياة الرهبانية ككل الطرق لها بداية، نقطة انطلاق، وسيلة لبلوغ هدفٍ، هي هبة مضطرمة، تبدأ بتضحية الذات.هي شغل النفسِ التفاقم الى أقصى الحدّ، للمسيحِ وللنفوس الخالدة.
صورة الطريق توحي بالسعي المستمر، بل هيّ تجسيد لمفهوم السعي... حي حياة وليست لحظات، توحي بفكرة الثبات والمثابرة، نموٌ وتحقيق.
ان شعرت ايها الانسان بالفرحِ، بالارادةِ والحماسة، فلترتكض آنذاكَ نفسَكَ للدعوة المقدّسة التّي تشرفكَ، وجاوب بما أجابت ام الله العذراء مريم :"انا آمة الربّ، فليكن لي بحسب قولك..."(1)، وبما أجاب القديس بطرسَ على شاطيءَ بحيرةِ طبريا :" يا ربّ، أنت تعلمُ كلّ شيء، وانت تعلمُ بانّي احبّكَ،(2) ، أعطني النعمة لان اكون الخادمَ الذي يتخلّى ويتجرّد ويعطي ذاته لله وللآخر. إجعلني أكون الصيّاد الذي، مع كدّ الليالي الطوال الذاهب هدراً ،لا يزال على صورتك ، يلقي الشبكة بشجاعةٍ لا تُقهر. اجعلني ذاكَ الذي يثير الحبِّ لايمانك، الحبّ الذي لا يمكن أن يتخلّص منه من علق بدائرةِ جاذبيتهِ!.
الحياة الرهبانية هي اختيار بين مفترقات الحياة، من وحي الطريق هي المغامرة...لا بدّ وان تعرض مستجدّات وأن تواجهنا مفاجآت، بعض الغموضِ ما ليس في الحسبان. من هنا ضرورة الرفيق والدليل بغية حسن المتابعة والشجاعة في المضي نحو الهدف المقصود. فمن تراه في آنٍ معاً، الدليل، الرفيق، الدرب والهدف؟!
هذه الطريق نسلكها بهبة من الله، فهي تدخّل الله في تاريخ الانسان، وتاريخه الشخصيّ، وهذا التدخل هو نعمة ومحبّة، حيث يريد الله قصداً معينا يريد ان يتمه بهِ وفيه. هي المشاركة في عمل الخلاص بالحياة والعمل وبالشهادة له. أن تكون احد ذلك الحصاد الذي قال عنه:" الحصاد كثير، أمّا الفعلة فقليلون". بادر انت الآن وتجاوب مع الله، تقبّل النعمة عاملا على عيشها وتنميتها وجاوبه على كلامه:" أجعلني يا ربّ، أن اكون الشعلة، الشعلة المقدّسة التي أتيتَ تضرمها على الارض والتي تنير وتضرمَ جميع الذين سيقتربون مني!.
معاً، لنحقق العوة المسيحيّة على وجه اكمل:
تعبيرٌ يدلُّ على الهدف المرسوم للطريق، التي تتجه نحوها الحياة الرهبانيّة، وهو عيش الدعوة المسيحيّة على وجه اكمل، عيش روح الانجيل من أجل البلوغِ الى ملءِ قامة المسيح بالكيان الذي نلناه من العماد. العيش المطلق في المسيح وللمسيح.
يجب عليَّ ان اذهب: الربُّ دعاني!
دعوة الربِّ هيَ اعتماده عليكَ في مهمة دنيويّة. دعوته لك كي تكون انجيلاً حيّاً، دعاية للربّ يسوع، في حياةٍ مليئة بالشباب حيث سنّهم حقبة الاحلام، فيها يطرِّزُ أوهامهم بمختلف الالوان. ماذا يكون مستقبلهم؟ ماذا يكون مصيرهم؟ ماذا يكون مصيرك؟ افتكر بذلك غالباً وجدّسا، إبدا باكراً، بالتساؤلِ عن المهنةِ التي أعدّتها لكَ العناية. وما هو مهم ليسَ المهنة التي ستقضي فيها حياتكَ الارضيّة، ولكن طريقة سلوككَ فيها حتّى نهايتها. ليس المهم وفرة الذهب أو الفضة، كثرة الأملاك، البيوت أو السيارات التي ساحرزها ( لربما بوسائل مشتبهة) ولكن كيفية قيامكَ بواجبِكَ نحو الله ونحو مهنتك.

fouad
عضو مبارك

ذكر عدد الرسائل : 149
العمر : 68
البلد : وطنى
لقبك : محب للمسيح
تاريخ التسجيل : 07/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى